رغم التشكيك..المؤتمر الأول لطرح “الخيار الأردني” ينعقد في إسرائيل

الإثنين 16/10/2017 م …




الأردن العربي – كل الاردن – يعقد الثلاثاء 17/10/2017 مؤتمرا بعنوان ‘فلسطين هي الأردن’ أو ما بات يعرف ‘بالخيار الأردني’ في القدس المحتلة، تحضره شخصيات من خمس قارات من بينهم ‘مضر زهران’ الذي يصف نفسه بزعيم المعارضة الأردنية في الخارج.

وينظم المؤتمر معهد بيغن الاستخباري بمشاركة مجموعة من المفكرين الإسرائيليين وبعض العرب لبحث فرص فرض الخيار الأردني على الأرض، ويتطرق المؤتمر لمفاهيم انقلابية على الدستور الأردني والهوية الوطنية، وهو بالمحصلة رسالة استفزازية من الحكومة الإسرائيلية.

على ذلك بدأت وسائل إعلام صهيونية بالترويج للمؤتمر منذ اسبوع محاولة جس نبض الأطراف المعنية بهذا الطرح ومحاولة لخلق حالة رأي عام إقليمية ودولية تدفع باتجاه حل ‘فلسطين هي الأردن’.

ويصف القائمون على المؤتمر أنفسهم بأنهم أصحاب مدرسة فكرية جديدة لأجل حل الصراع العربي الصهيوني.

وقال الصهيوني ‘تيد بيلمان’ ناشر موقع ‘إزرا بونديت’ وأحد منسقي المؤتمر، أن مجموعة من الزعماء الصهاينة يفكرون بالأردن كحل بديل عن حل الدولتين.

مضيفا أن ما يميز محور المؤتمر ابتعادها عن إبرام أي صفقة مع السلطة الفلسطينية أو ملك الأردن، لصعوبة هذا الأمر وقلة فاعليته.

وأكد ‘بيلمان’ في مقابلة تلفزيونية حضور الائتلاف الأردني للمعارضة بقيادة ‘مضر زهران’، معتبرا الأخير مناضلا عاش في المنفى تحت حراسة مشددة وبفقر وخط كبيرين.

وزاد أن ‘زهران’ ومن معه سيقدمون في المؤتمر رؤيتهم للسيطرة على الأردن، لتحقيق مصالح الفلسطينيين ومصالح إسرائيل، وهو ما وصفه بالأمر الرائع.

وفي إطار رده على أحد أسئلة المذيع قال ‘بيلمان’ أن الفكرة تحظى بتأييد جيد في أوساط الحكومة من الوزراء المهتمين بإمكانية تطبيق هذا الحل.

وحول إمكانية وصول ‘معارضة زهران’ إلى الحكم دون التفاوض من النظام الهاشمي، بين ‘بيلمان’ أن هذا الأمر يشبه قرار إسقاط ‘مبارك’ والتخلي عنه ، وهذا لا يحتاج إلى موافقة الشعب أو مجلس النواب الأردني فهو قرار صادر من أمريكا التي يجب أن تتدخل بهدوء ونعومة لإتمام هذا الأمر.

وفي ذات السياق أكد ‘بيلمان’ أن أمريكا تسيطر على الجيش الأردني وعلى المخابرات وبتوجيهات مباشرة ستدعم الدوائر الأمنية في الأردن معارضة الخارج للوصول إلى الحكم.

وعن ردة فعل الهاشميين المتوقعة قال ‘بيلمان’ أن الهاشميين عشيرة صغيرة مكونة من 83 فردا فقط، أن فلسطينيو الأردن يكرهونهم بمقدار كره اليهود إذ لم يكن أكثر، والشرق أردنيين كذلك.

معقبا سقوط الهاشميين أصبح تحصيل حاصل بمقدار أقصى مدته سنتين.

مضيفا أن التغيير المتوقع يجب أن تستفيد منه إسرائيل بضمان قيام دولة فلسطينية على أرض الأردن يحكمها ‘زهران’ ومن معه.

وبين ‘بيلمان’ أن من القرارات التي سيصدرها الحكم الجديد هو التخلي عن العودة إلى فلسطين بمن فيهم من يقطن الضفة الغربية، الذين سيصبح بإمكانهم الذهاب إلى الأردن والتمتع بكافة حقوقهم، مع ضمان تطبيع كامل مع إسرائيل

وعن سؤال حول مدى قبول فلسطينيي الضفة وغزة بهذا الأمر، كشف ‘بيلمان’ وجود فلسطينيين في المؤتمر عبروا عن استيائهم من السلطة ومن وضعهم الحالي، وهم مستعدون للذهاب إلى الأردن مقابل حياة هادئة ووظائف جيدة، وليس على إسرائيل إلا إعطائهم الحافز للمغادرة.

إلى ذلك ندد حزب جبهة العمل الإسلامي الأردني بما اسماه مؤتمرات مشبوهة يعقدها الليكود الإسرائيلي لإعلان ما يسمى بحكومة أردنية معارضة تمهيدا لإعلان الدولة الفلسطينية في الأردن.

واعتبر ‘العمل الإسلامي’ في تصريح صادر عن مسؤول الملف الوطني في الحزب ‘خضر بني خالد’ أن هذا المؤتمر يمثل إساءة للأردن وشعبه وأنه يمثل حقدا وأطماعا صهيونية لطالما تشدق البعض بأن معاهدة وادي عربة قد طوتها.

وأضاف ‘بني خالد’ هذا المؤتمر إن حدث فإنما يمثل تطاولا وتحريضا للعدوان على الدولة الأردنية بكامل مكوناتها وأن أي أردني أو عربي يشارك في الدعوة إلى استبدال فلسطين بالأردن إنما هو يقف في الخندق المعادي للأردن وفلسطين والأمة بأسرها.

من الجدير بالذكر أن قوى أردنية شعبية وعلى رأسها المتقاعدين العسكريين قد حذر على مدى سنوات من وجود مؤامرة تحاك ضد الأردن شعبا ونظاما، لإنهاء الهوية الأردنية وتفريغ فلسطين من أهلها.

وكانت هذه التحذيرات تقابل باستنكارات رسمية وهجمات شرسة من الدوائر الأمنية في الأردن، صدر إحداها عام 2014 على لسان الملك عبدالله الثاني قائلا ‘هذه الأفكار غير موجودة إلا في عقول ضعاف النفوس’ ، وأضاف ‘الخوف ليس من الغرب بل من الجبهة الداخلية التي تردد هذا الكلام’، داعيا إلى إسكات هذه الأصوات ‘المجنونة’.

 

قد يعجبك ايضا