بعد تعليمات “الرزاز” الجديدة… وداعا للامتحانات المدرسيّة / رائد العزام

رائد العزام ( الأردن ) الخميس 12/10/2017 م …




منذ أكثر من أسبوع، وإدارات المدارس ومعليمها في نقاش وعصف ذهنيّ واجتهادات، في محاولة لفك شيفرة تعليمات النجاح والإكمال والرسوب للعام الدراسي 2017/2018، خاصة فيما يتعلق بالمرحلة الثانوية، وهذا لا يقترب من الغرابة بشيء؛ كون مَن صاغها قياداتنا التربوية في الأردن والتي يدرك الجميع مخرجات قراراتها في العقود الأخيرة.

المهم أن نقاشات كثيرة أسفرت عن تفسير ملخصه: ميّزت تعليمات رسوب طلبة الثانوي بين حالتين: إحداهما، بسبب الغياب المدرسي، إذا تجاوزت نسبة غياب الطالب عن مدرسته 20% من عدد أيام الدوام بعذر، و 10% بغير عذر.

والأخرى بسبب التحصيل، ونصّت عليه الفقرة (ب) نقطة (2) من المادة العاشرة: “يكون الطالب مكملا في أيّ صفّ من الرابع وحتى الثاني عشر إذا قصّر في ثلاثة مباحث فما دون، وعليه أن يتقدم إلى امتحان الإكمال في المبحث أو المباحث التي قصر بها قبل بدء العام الدراسي الجديد بسبعة أيام”.

وقع النصّ السابق في مغالطة حول دمج طلبة التوجيهي مع الصفوف الأخرى، إذ كيف سيتقدم طالب التوجيهي للإكمال في نهاية شهر آب، أي بعد الانتهاء من التوجيهي ونتائجه؟ خاصة وأن التعليمات أسمته مكملا لا راسبا.

أما الفقرة (ب)-8-3 من المادة نفسها فقد حددت نسبة الرسوب في الصف الواحد بـ 5%، وهذا ينطبق على طلبة الثانوية العامة، وحسب متوسط أعداد الطلبة في شعب التوجيهي مثلا فإن الحديث يدور حول ترسيب طالب أو طالبين، ما يعني أن الامتحانات التي يجريها المعلمون والمعلمات وتقييماتهم على مدار عام كامل نتيجتها فرز طالب أو اثنين.

وكون ذلك لا يحقق العدل كما يرى كثير من المعلمين والمعلمات، وانطلاقا من فهم توجه وزارة التربية الواضح بعدم ترسيب الطلبة لأسباب مادية كما أكدت مصادر في الوزارة،  فإن إجراء الامتحانات والتقييمات يصبح بلا معنى؛ كون الطلبة جميعهم ناجحين.

حتى اليوم نحاول مجافاة فرضية سوء نية مبيتة عند “الرزاز”، ولكن إن استمرت هذه التعليمات فالنتيجة تقول: وداعا للامتحانات المدرسية والتقييم، ولانضباط الطلبة في المدارس الحكومية.

قد يعجبك ايضا