الكرد في سورية ـ الجزء الثالث … تركيا والكرد / م. علي حتر





م. علي حتر ( الأردن ) الإثنين 25/9/2017 م …

الأكثر تعقيدا في المسألة، هو تحليل الموقف التركي وتّوقُّع ما يمكن أن تفعله تركيا بقيادة شخص متخبط، ليس له استراتيجية واضحة مثل أردوغان، الذي يبدل رأيه بسرعة عجيبة..!

والعبارة التالية التي قالها أردوغان قبل يومين تدل على هذا..!

تأسيس دولة كردية إهانة لإخوتي الأكراد..!!!!

وهذه الطريقة تعلمها من اليهود الذين يعتبرون الأرض أرض الميعاد والكرد من الغوييم، ومع ذلك يقولون لهم: إننا شعبان شريكان في مصير واحد بالألم والمعاناة..!!

وهذه الجملة تغطية للموقف التركي المحتمل بمصالحة البرازاني قبل إنشاء دولة، مع الاستمرار بقتال كُرد حزب العمال الكردستاني.. مقابل اتفاقات في السر يجريها مع البرازاني.. والمماطلة بعدم الاعتراف ليستمر بقتال حزب العمال بموافقة برازانية كردية.. على طريقة اليهود الذين يقاتلون المقاومة الفلسطينية بغطاء فلسطيني من أبومازن وعريقات وعزام الأحمد..!!!

هناك الكثير مما يقال لو كان الحاكم التركي شخصا متوازنا رصينا غير أردوغان.. يعرف ما تريد تركيا وما يمكنه تحقيقه لها!!!

والمتابع لما فعله أردوغان في الأعوام الأخيرة مع العراق وسورية والأكراد يشاهد كل ما ذُكر أعلاه في تصرفاته، على الساحتين السورية والعراقية.. وحتى في البرلمان التركي مع حزب الشعوب الكردي!!

وهو قد يسكت عن الاستفتاء الذي لا يتحول إلى دولة، ويعيق هو تَحَوُّلَهُ إلى دولة، ويفيد منه مرحليا لتهديد دولة العراق ودولة سورية، بمواطنين عراقيين وسوريين..

.

إن عدم معرفة موقف أردوغان المحتمل، لا يعني عدم معرفة المصالح والتناقضات بين التُرك والكُرد..

اقتباس من الحاسوب:

أدانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تركيا عام 1970م بعد إقدام تركيا على انتهاكات من ناحية حقوق الإنسان بحق الأكراد، وارتبطت هذه الانتهاكات بالإعدام، والتعذيب، والتهجير القسري، وتدمير أماكن معيشتهم، والاعتقالات التعسفية، والقتل، وخطف الصحفيين الأكراد، وفي عام 1980م أقدمت الحركات الكردية على القيام بالنشاطات السياسية السلمية للدفاع عن حقوقها الأساسية المدنية؛ إلّا أنّ هذه النشاطات امتدت إلى التمرّد بالسلاح، وحرب عصابات، وهجمات عسكرية استهدفت القواعد العسكرية في البلاد مطالبين بالانفصال عن تركيا، وإنشاء دولة كردية. خلال الصراع بين الطرفين تم حظر الغذاء عن قرى وبلدات الأكراد، كما تم طرد العديد منهم قسراً من قراهم من قبل قوات الأمن التركية، وعلى الرغم من وقف هذه التمردات إلى أنّها تجدّدت في وقت لاحق.”

اقتباس آخر:

كان حزب العمال الكردستاني في السنوات الأولى من تأسيسه يُدافِع عن الأكراد ويعُدّهم عرقاً مختلفاً عن الأتراك ويرى أنّ الدولة  التركية تستعمر الأكراد. وكان منذ بداياته يهدف إلى تأسيس “الدولة الكردية” المستقلة على أراضٍ في سوريا وإيران والعراق. وكان من بين أولوياته منذ تأسيسه تشكيل الوعي القومي الكردي. ليكون حزب العمال الكردستاني نقطة تحول في حل “المشكلة الكردية” التي لم تقدر تركيا على حلها.

دافع عبد الله أوجلان منذ أيام دراسته عن فكرة أنّ المشكلة الوطنية بين الأتراك والأكراد لا تُحلّ إلا بالسلاح. واستمرّ أوجلان بنشر فعالياته في منطقة شرق وجنوب شرق تركيا، ومع هذه الفكرة بدأت العمليات المسلحة في عام 1978.”

الكُرد أمام برازاني المتعجل بلا وعي للصراع، وأردوغان المتقلب.. ودعم إسرائيل التي ترفضها سورية وهي آخر من يرفضها من دول الجامعة العربية..

وأمريكا التي تريد أن تنهك سورية.

قد يعجبك ايضا