كُرد سورية / علي حتر

علي حتر * ( الأردن ) السبت 23/9/2017 م …




قال عبدالله اوجلان: ( دولة كُردية كإسرائيل مرفوضة نهائيا)

ولهذا نفتْه تركيا…. ووافقت أمريكا على نفْيه..

وأنا أضيف الضمة على الكاف، احتراما للكثيرين منهم، الذين يعتبرون أن كلمة أكراد تنتقص من حقوقهم، وكلمة كرد بدون ضمة أو واو يمكن أن تلفظ بكسر الكاف، وهو ما لا يقبلون به..

المسألة الكردية يجب أن تعامل بهدوء وعمق، ويجب تناولها بوصفها مسألة شعب عشنا معه مئات السنين في وطن واحد، هم قبْلنا فيه…

وهم لا يختلفون عن أهلنا في فلسطين بكونهم نحن ومِنّا.. وكوننا هم ومنهم..

نحن ضد التفتيت والشرذمة في منطقتنا..

ونرفض إنشاء إسرائيل كما قال عبدالله أوجلان الكُردي ورضي بها الرؤساء العرب.. والآن تحاول وقد نجحت نسبيا وسَلَفا، بضم البرازاني إلى القابلين بها..

كما أننا ضد الخطأ وتزييف التاريخ لدحض ما يتعارض مع أهدافنا.. كما يفعل بعض من يسمون أنفسهم بالجذريين العرب.. ويُفَصِّلون الأعراق والأصول على أهوائهم، ليحصلوا على تصفيق أمثالهم.. لأن الأنثروبولوجيا (علم السلالات) ليست هي الحل في عالم تحكمه المصالح الاقتصادية وأنابيب النفط والصواريخ الباليستية والصهيونية..!

ورغم موقفي الأممي من هذه المسألة، إلا أنني مثل غيري في المنطقة وبسبب ما يحدث فيها من صراعات، بحثتُ للمعرفة فقط، بتاريخها غير الديني، في الكتب والموسوعات، ولم أجد برهانا واحدا يجعلنا نفرض العروبة على الكُرد، وإن وجدت تاريخا كاملا من الأحداث يفرض علينا الوحدة والاندماج.. سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ودفاعيا..

وأؤكد أن رفيقا أو صديقا كرديا أقرب لي ألف مرة من قريب عمّاني مليونير فاسد.. حتى لو كان من عشيرة حتَر.

وكم أحترم في ذلك رأي د. عمر ميران وهو مؤرخ كُردي، متخصص بتاريخ شعوب الشرق الأوسط ، ويمكن قراءة مقاله في الإنترنت على الرابط التالي:

http://alnoha.com/read4/m2ave5.htm

ونحن، والكُرد مثلنا، دفعنا وسندفع ثمنا غاليا.. منذ نشأت إسرائيل بيننا.. ومنذ سيطرت أمريكا على حكامنا.. وعلى كثيرمن مثقفينا!!!!

وإسرائيل تتصيد الكُرد.. كما صادت بعضنا سابقا.. ولا يعنيها أن الكُرد شاركوا في مواجهتها في أكثر من موقعة.. بل يعنيها تفتيت المنطقة واقتتالها وبترولها الموجود في كركوك، والذي يقبل الأردن نقله إليها عبر أراضيه..

ومثلها أمريكا التي انهزمت في الساحة السورية.. وقررت الدخول من ثقوب وشقوق ضيقة في جدراننا وشبابيكنا..

وتشكل المسألة الكردية بعضا من هذه الشقوق.. فيجب ألا نزيدها اتساعا فنساعد أمريكا على ما تريد..

وما يحدث اليوم وكشفته روسيا، برهان على كل هذا:

“(قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، للصحفيين: “حسب تقارير القادة السوريين من الجبهة الأمامية، تأتي أشد الهجمات المعاكسة وقصف شديد على القوات السورية من جهة الشمال، حيث تنتشر وحدات “قوات سوريا الديمقراطية” وقوات أمريكية خاصة، تقوم بدلا من تحرير الرقة، “بتقديم” المساعدة الطبية، حسب “سي إن إن”، لهؤلاء المسلحين)”

كذلك أضيف ما يلي نقلا عن سبوتنيك:

“الجوكر” السوري…ظهور لاعب جديد في معركة دير الزور

بدأت ماتسمى “قوات الدفاع الذاتي” و”قوات سوريا الديمقراطية” التي تدعمها الولايات المتحدة بحملة باتجاه دير الزور، قبل أن تنتهي من تحرير الرقة.

وظهرت الأخبار عن أن الكُرد يخططون للمشاركة في معارك دير الزور في أوائل أغسطس/ آب. وأشار الباحث الأول في مركز الدراسات العربية الإسلامية التابع لمعهد الدراسات الشرقية، بوريس دولغوف، إلى أن الكُرد في البداية لم يكونوا يخططون للسيطرة على مدينة دير الزور. الكُرد كانوا يخططون للبقاء في شمال البلاد من أجل إنشاء ما يشابه كردستان العراق، ومع ذلك فإن “شهية” الكُرد لم تتوقف عند هذا الحد.

ويرى الخبير أن الطموحات المتزايدة جاءت بسبب الرغبة في الاستيلاء على موارد طبيعية أكثر من أجل تعزيز احلام “الدولة الجديدة”. ومن المعروف أن أكبر ثروة نفطية في سوريا تتركز في دير الزور التي تقع تحت سيطرة “داعش”. والذي يهزم الإرهابيين هناك سوف يحصل على هذه “الغنائم” المهمة. وهي ضرورية للدولة السورية من أجل بناء الاقتصاد المدمر للبلاد. ولكن الولايات المتحدة والكُرد لا يهمهم هذا الأمر، وهم يدافعون عن مصالحهم فقط في سوريا.

“سبوتنيك”

انتهى الاقتباس.

ما يمكن أن تجره مسألة الاستفتاء أو الاستقلال أو الانفصال، هو مزيد من الصراع على الأرض السورية والعراقية.. وعلى الأرض التي يعتبرها البرزاني كردستان!!!!

وأمس فقط، الأربعاء 20 أيلول 2017، طلب التركمان من الحكومة العراقية المركزية التدخل لوجود خلافات وتصادمات بين المكونات المختلفة لأهل مدينة كركوك، كما قالت فضائية RT في نفس اليوم.

وقالت أيضا: أمريكا تقدم السلاح لقسد في الرقة

هل يعتقد غبي أن أمريكا مهتمة بالكُرد وفقرائهم، وإن كانت مهتمة بالبرازاني أكثر من أردوغان هذه الأيام؟؟

ليس من العدل أو الحق وليس من مصلحة المنطقة وبسطاء العرب والكرد والسريان والأشوريين فيها، إدخالهم في صراعات إضافية، تُقوي إسرائيل وأمريكا وداعش والنصرة ولا تفيد أحدا إلا الباحثين عن البسط الحمراء تفرش لهم على دماء فقرائهم!!

وإن كنت أؤكد أنه ليس من حق أحد حرمان غيره من أية حقوق للمواطنة في الوطن.. لأي سبب كان..

هنا لا بد من تسجيل النقاط التالية:

– الأطراف التي تحمل السلاح أو تملكه جاهزا للاستعمال هي:

o الجيش السوري وروسيا وإيران وحزب الله والجيش العراقي

o تركيا

o إسرائيل وأمريكا

o قسد (قوات سورية الديموقراطية) والبيشمركا وحزب العمل الكردستاني

o داعش والنصرة ومن يدعمهما.. وأمثالهما من الإرهابيين..

الجيش السوري دفع الغالي والرخيص للمحافظة على وحدة الأرض السورية!!

تسلل إسرائيل التي تتصيد الفرص كما فعلت في العراق لتضرب سورية بعد أن فشلت في ضربها بداعش والنصرة، لن يواجه بالصمت السوري لخطورته على سورية، وبالتالي سيحدث صراع جديد بعد داعش سيحميها ويمكنها من العودة وتهديد الكرد أنفسهم بالإضافة إلى سورية.. ولن يستفيد الكرد من ذلك، بل ستستفيد أمريكا وإسرئيل وتركيا فقط!! وربما مرحليا، حكام السعودية!

لن يزيد الوضع إلا الدمار والمزيد من الدمار والشهداء.. للجميع ومن الجميع..

إن إنشاء أي كيان انفصالي في المنطقة لن يضمن لساكنيه إلا ألقاب الفخامة والجلالة لحكامه وفاسديه، على حساب معاناة فقرائه، في وطن يعاديه كل من يحيط به!!

ولن يكون له متنفس إلا من خلال أنابيب نفط سينهبه منه الصهاينة والأمريكان‘ بتمريره من أراضي عدوه التركي والبخر الماوسط ليمنع حزب الله مروره إلى إسرائيل، أو إرجاعه إلى العراق ليمر من الأردن!!! 

ربما يشعر بعض الكرد بانفعالات نتيجة بعض الإساءة في التعامل التي تعرضوا لها من بعض العرب أو بعض المتخوفين العرب من الاختراق، وهو تخَوُفٌ غير مبرر، وبشكل خاص من الذين دفعهم الأتراك للهجرة إلى سورية.. 

هذه الانفعالات والآلام ستكون أقل من الاتفعالات والآلام التي ستنتج عن أي انفصال.. لو حصل..

* ناشط سياسي وكاتب وباحث وروائي ومهندس عربي أردني

قد يعجبك ايضا