فنزويلا شافيز رمز الحرية والمقاومة

 الثلاثاء 29/8/2017 م …




الأردن العربي – كتب محمد عبد الرضا الحسني –

يتبادر إلى أذهاننا عند سماع دولة فنزويلا أو رئيسها الراحل(هوغو شافيز) أنهما عنوان المقاومة والحرية والتحرر … نعم دولة تقع في أميركا اللاتينية مستقلة ذات سيادة رافضة لأميركا وتسلطها واستخفافها بشعوب العالم مما جعلها عدوا خطيرا لمخططات الولايات المتحدة الأمريكية …

ان أميركا ليست منظمة إنسانية بل دولة عظمى وكل من يعرقل مخططاتها يعد عدواً كبيراً لها ولذا نلاحظ محاربتها اقتصادياً وسياسياً واعلامياً لدولة فنزويلا.

العداء قديم وجديد فمنذ رئاسة هوغو شافيز الراحل لدولة فنزويلا وحتى الآن وبعهد الرئيس الجديد نيكولاس مادورو، ودعمها للمعارضة المضادة البرجوازية الرجعية ألتي حاولت مرات عدة إسقاطه وعزله دون جدوى ولكن محاولاتهم باءت بالفشل لوجود قائداً ثائراً أممياً منحازاً بشجاعة لمظلومي أميركا اللاتينية ولكل مظلومي العالم……

فلابد لنا ولو بنبذة مختصرة عن قائد شجاع وكبير له مبادئ سار عليها والإشارة إليه بالبنان وهذا أقل شيء لقائد عظيم قدم لشعبه وللعالم دروس في الآباء والكرامة والبسالة.

هوغو شافيز.. ولد عام 1954 يوم 28 يوليو في قرية سابانينا الفقيرة ويعد من أبرز زعماء أميركا اللاتينية وأكثرهم إثارة للجدل على مدار (14) عاما قضاها بالسلطة ففي عام 1992 قام بانقلاب فاشل في البلد ولكنه بعد مرور (6) سنوات أحدث نقلة مدوية في الدوائر السياسية الفنزويلية واستطاع أن يستغل موجة الغضب من السياسيين التقليديين، وفاز برئاسة البلاد وانتخب عام (1998)  وقد عكف على تشكيل دستور جديد للبلاد يستوحي أفكار (سيمون بوليفار) (1781 -1830) محرر معظم دول أميركا اللاتينية من الاحتلال الاسباني.

طرد سفير

لقد كان زعيم الثورة البولفارية الراحل عربيا أكثر من العرب أنفسهم عندما قام في العام (2006) بطرد السفير الإسرائيلي (الصهيوني) من كاركاس احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان، داعيا إلى تقديم قادة إسرائيل القتلة إلى محكمة الجنايات لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية أثناء العدوان وقام في العام (2009) بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل اللقيطة نهائياً رداً على العدوان الإسرائيلي القذر على قطاع غزة؛ واعترف بدولة فلسطين في نفس العام وأقام علاقات دبلوماسية مع السلطة الفلسطينية، وواصل هذا النهج إلى أن توفاه الله تعالى بمرض السرطان اللعين عام (2013) يوم الثلاثاء من شهر أذار/مارس عن عمر يناهز (58) عاماً .. لقد أحبه شعبه كثيرا لأنه كان منحازاً لبسطاء وفقراء شعبه وكما أحبه العرب حبا كثيرا لمواقفه الشريفة والحكيمة ولأنه صاحب مبادئ وقيم….

أذكر يوما ان الزعيم الليبي معمر القذافي الراحل قال في أحد خطاباته بأن اسم دولة فنزويلا مشتق من اسم قبيلة عربية تدعى (بني زويلا) هاجر أفراد منها قبل سنين طويلة إلى تلك البلاد الواقعة في أميركا اللاتينية واستقروا فيها. … ولا أدري هنا ما هي المصادر التاريخية التي استند اليها القذافي لتأييد صحة ما ذهب إليه إلا أن ذلك ليس مستبعدا لأن فنزويلا تعرضت للاحتلال الاسباني، واسبانيا كانت قبل سقوط الأندلس عام (1494) تحت الحكم العربي والعرب ظهر منهم رحالة ومستكشفون عرفوا ركوب البحار والمحيطات ويقال انهم اكتشفوا أميركا قبل اكتشافها الحديث على يد كولومبس بين أعوام (1492-1498).

ولا استبعد في نفس الوقت أيضاً أن تكون المسألة برمتها من أفكار العقيد القذافي قالها من قبيل المحبة التي كان يكنها للرئيس شافيز الذي كان معروفا بتأييده لقضايا العرب العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ومعارضته المبدئية لسياسة أميركا وإسرائيل اللقيطة في أميركا اللاتينية والشرق الأوسط.. وقد سجل التاريخ موقفه الشريف ومعارضته بشدة العدوان على ليبيا  عام (2011) واعتبره عملا اجراميا قام به (النيتو) يهدف إلى سرقة نفط وخيرات ليبيا لا كما زعموا تحرير الشعب الليبي؛ علماً أن الدول العربية أيدت العدوان بل وشاركت به أمثال السعودية والإمارات وحتى الجامعة العربية وعمرو موسى ايدوا العدوان؟

نظرًا لمواقف فنزويلا وزعيمها الراحل ضد أميركا و”إسرائيل” المجرمة جعلها من ألد اعدائهم ولهذا حوربت اقتصاديا وعسكرياً واعلامياً وأرادت إثارة حرب أهلية تحرق الأخضر واليابس وجعلها كسوريا لتمزيقها والوصول إلى هدفها القديم الجديد وحرمان كادحي فنزويلا من المكاسب الاقتصادية والاجتماعية التي تحققت لهم تحت قيادة شافيز ولازال نيكولاس الرئيس الحالي على نهج الرئيس السابق واقتناعه بعدم دفع الجزية لترامب كما فعلتها بعض الدول تدفع الجزية مقابل الحماية . . ولكن فنزويلا غير ذلك أن الشعب الفنزويلي مثل الشعب الكوبي وكل شعوب الأنظمة التقدمية في اميركا اللاتينية تدرك بأن الخضوع والخنوع للإدارة الأميركية لم يجلب لتلك الشعوب إلا الدمار والدعارة والفقر والبطالة والجهل والمرض. ..نعم وتبقى فنزويلا هوغو شافيز. .هي. .فنزويلا نيكولاس مادورو. ..

 

قد يعجبك ايضا