مآلاتنا الراهنة

ناجي الزعبي ( الأردن ) الخميس 24/8/2017 م …




اطاح أيلول “الاسود”  عام ١٩٧٠ بالمقاومة وأقصاها خارج الاردن الى غير عودة وأمن حماية الحدود الاردنية الفلسطينية ، وخلق شرخا بين اطياف شعبنا الاردني خلافاً للحالة التي سبقت أيلول  من حيث التلاحم الجماهيري غيرالمسبوق على الساحة الاردنية .

ثم جرى مصادرة الحياة والقوى السياسية وتفكيكها  والزج  بكوادرها في المعتقلات والسجون ومحاربتهم بلقمة عيشهم ومصادر رزقهم وتشتيتهم  بالمنافى  والتدخل بمؤسساتهم وتنظيماتهم ونقاباتهم  وتجريدها من مضامينها وأدوارها ومهامها .

وابتدأت رحلة الإطاحة  بالوعي الجمعي  والنضالي  عبر التعليم الذي أوكلت مهمته للإخوان الذين استجابوا لاحقاً لاستحقاقات وادي عربة وأزالوا من المناهج كل ما يمت لروح النضال والقضية الفلسطينية وروح الكفاح والتصدي للعدو الصهيوني والامبريالية واي قيم فكرية وثقافية اخرى .

وعبر منظومة  الاعلام السياسي الذي اصبح جزءاً من منظومة إمبريالية اميركية اطلسية صهيونية ورجعية عربية جرت مفاقمة وتعميق تشوهات الوعي وتزييف الحقائق وتضليل الجماهير.

ولعبت  الامبراطورية  الدينية  السياسية الموجهة من المركز الامبريالي الاميركي التي نمت وترعرت عبر احتضان الدولة ألدين  وتأميمه وتطويعه لمصلحة سياساتها الراضخة للاملاءات الامبريالية  دورها الاكثر خطورة  وكانت في نهاية المطاف البندقية الاميركية الصهيونية المتقدمة التي ادخلت وطننا العربي في أتون حروب بينية نلمس تداعياتها التي أعادتنا قرونا للخلف وأمنت لعدونا الصهيوني مناخات الامن والازدهار وللامبريالية سوقاً غنية وتجارة مزدهرة  لصفقات السلاح الممولة من البترودولار العربي .

كما جرى تكريس وتعميق  الوعي الاستهلاكي الفردي عبر سياسات السوق المفتوحة المعولمة وتدفق رأس المال المالي الربوي ، وادخال الوطن كله بنفق مظلم من الجهل والتخلف  واشاعة الحياة  العرفية والقبضة الامنية البوليسية  وشراء الولاءات والذمم.

عمقت الهجمة روح الهزيمة وانسداد الافق وخصوصا اثر انهيار الاتحاد السوفيتي وازدياد الراسمالية المالية المركزية شراسة وعنفاً وقوة وانفرادها بقيادة العالم وإدارة دفة التاريخ لبرهة منفلتة من الزمن والتاريخ

وزادت من اتساع  بؤر الفقر والتخلف والجهل البيئة الخصبة للدين السياسي الذي ترعرع وازدهر في ظل مناخات مواتية والذي جرى استثماره وتوظيفه للعب دوراً بديلاًللتدخل العسكري الصهيوني الاميركي المباشر.

ثم تعززت قوة ادوات الحكم المتمرس تاريخياًفي إدارة الأزمات وليس علاجها وبنيته بنمو الكمبرادور الذي ارتبط عضوياً بصندوق النقد وسياساته.

كان نهجا محكما من التجهيل والإفقار والتفريط بالموارد والمقدرات وإدخالنا بدوامة الارتهان للبنك وصندوق النقد الدوليين.

وحين صحونا بقوة الدفع الذاتي وحركة التاريخ  والتحولات الإقليمية والظروف الموضوعية اكتشفنا اننا لا زلنا نعاني من عدم نضوج ظرفنا الذاتي مفككين يسهل كسرنا.

هي صيرورة تتشكل ولابد من ضؤ قريب بنهاية النفق تشيعه الانتصارات القادمة لقوى التحرر الوطني  متذكرين ان أزمة الراسمالية ستلقي بضلالها على الفقراء مزيدا من الفقر والجوع والظلم والتهميش وهي  مناخات الانفجار  التي قد لا تبقي  ولا تذر

قد يعجبك ايضا