قضي الأمر .. الرخ السوري قادم .. وليلحق من ينتظر ؛ ذاته

الإثنين 21/8/2017 م …




قلنا ومنذ ما قبل المؤامرة الأخيرة على سورية التي بدأت في 17 آذار سنة 2011 ، وقلنا مراراً بعد أن بدأت ، أن سورية لن تهزم وأن على من يتوهم ولديه أحلام جميلة أو كريهة مبنية على خراب سورية ووراثتها ، أنه لن يحصد غير قبض الريح و (  ) وعليه إعادة حساباته ، جيداً وملاقاة سورية ليس في منتصف الطريق وإنما في أولها قبل ان تقع ( الفاس بالراس ) ويتولد شرخ ، ويكون في الموقع الأضعف ، والانتهازي و (  ).

سورية غير غيرها ، وكما رايتم فقد توقف زحف الربيع الأمريكي الأصفر، بعد نجاحات  سريعة حققها في دول أخرى ، توقف الزحف الأصفر في سورية ليس لأن الحرب كانت سهلة عليها ، ولكن لأنها ممسكة لأمرها وقرارها وتتوفر على قيادة وقائد حسم أمره وتوفرت لديه الإرادة والعزم والقدرة على المقاومة حتى النصر ولا خيار سواه ، ولأن معظم الشعب معه ، ومن خرجوا قلة قليلة حصّنوا بخروجهم أوضاع سورية وكشفوا الدمامل الخبيثة فاستأصلوا أنفسهم من واقع سورية النظيف والريادي، دون اكلاف سورية تذكر .

لقد دفعت  دمشق ارضا ووطنا وشعبا وجيشا وقوى رديفة ومقاومة وحلفاء أثمانا باهظة ، شهداء ومهجرين وجرحى وبنى تحتية ومصانع ومقدرات وثروات زراعية وتعدينية ومعالم حضارية ،  لكن الحروب تحسب بخواتيمها ، وانتصار القضايا العادلة يستلزم تضحيات، لكن سورية لم تتعب ، وتعب المعتدون وأفلسوا بما ضخوا من أموال ومرتزقة ارهابيين وتكفيريين وجهاليين أخونيين ووهابيين،وهو يتبارون اليوم بفضح سوءآت بعضهم فيما ارتكبوا ويستعجلون الخلاص متجاهلين من ورطوهم من العملاء ومآلاتهم البائسة التالية .

لقد ولى الزمن الذي اتيح فيه احتلال العراق خلال ايام (جراء ظروف محلية واقليمية ودولية )

أو الذي دمرت فيه ليبيا خلال اسابيع، فسورية بنت جيداً أوضاعها الداخلية بكل اشكالها وعمّقت صلاتها بشعبها ، وكرست صداقات دولية واسعة مهمة واستراتيجية ، وتمكنت من كشف نوايا وممارسات ومخططات وهمجية مستهدفيها وارتباطاتهم وتطرفهم وخطرهم على العالم اجمع،رغم حجم الهجمة الإعلامية والحصار الاعلامي الكبير، كما أن الأوضاع العالمية اختلفت وبدت المقاصد الإمبريالية الأمريكية والأوروبية الغربية وتل ابيب والعثمنة الجديدة ، فضلاً عن الرجعية العربية التابعة ـ  واضحة تماماً .

نكرر، رغم حجم الخسائر الهائل، سيعاد بناء سورية بأسرع وأسلس وأحدث مما كانت عليه  ، وسيفرد الرخ السوري جناحيه على المنطقة،بما انتصر وكرس من مفاهيم وطنية قومية وحضارية وإنسانية وارادة خلاقة،وبما عرف به الشعب السوري من دأب وقدرات خلاقة وتحويل السلبي الى ايجابي واجتراح للحلول،وقدرة على كسب الأصدقاء والمتعاونين، وتحويل القليل الممكن الى طاقة جبارة وقدرة أكبر بمنتهى السلاسة وأقل الكلف وأسرع زمناً .

ولا بد أن تجربة الدولة الوطنية السورية ، في تحقيق الصمود والنصر ستدرس لاحقا في الكليات العسكرية والعلوم السياسية والإعلام وعلم الاجتماع .

ليلحق بركب سورية كل من ما زال متردداً ( خجلاً ) ، ويحاول تجاوز حماقات ذاته وألاعيب صغار ورطهم بها صغار ، لم يمتلكوا غير المال واسياف محنطة ، وكبار باتوا خارج الزمن بما انطووا عليه من غرور وحسابات داخلية عقيمة وخارجية لا تدرك ما انطوى عليه العالم والزمن من تغيرات جوهرية ـ لن تجد لها حواسيبهم حلولا أو أسبابا للتقدم خارج ارادة الشعوب أوقسراً عنها ؛ رغم كل البهارج الخادعة.

أما (المساعدات) الإمبريالية الظاهرة،هي في الحقيقة عبئا اكثر منها مساعدات، بما تنطوي عليه من اكلاف باهظة وقطيعة مع من تربطنا بهم اواصر عميقة وحقيقية،هي فضلا عن علاقات التاريخ والجغرافيا والديمغرافيا والدين واللغة والدم والمصير المشترك والعدو الحقيقي .. تربطنا بهم مصالح اقتصادية حيث تبلغ خسارة الأردن من استمرار الاعتداء على سورية والعراق 8 مليارات دولار سنويا، تشكل اكثر من مجموع ديون الأردن خلال سنوات سبع ، فلندرك مصالحنا ونكف التسلط على جيب المواطن ونكسب ولاءه ونعمق انتماءه ولا نعد بحاجة الى ارسال قاتل صهيوني الى نتنياهو لاستقباله كبطل قومي .

[email protected]

قد يعجبك ايضا