يوم الديمقراطية الحزين / المحامي محمد الصبيحي

المحامي محمد الصبيحي ( الأردن ) الإثنين 21/8/2017 م …




الانتخابات خطوة في طريق الاصلاح أم خطوات في طريق الفشل ؟؟ هذا هو السؤال الذي طرحه علي متهكما صديقي العميد المتقاعد والكاتب الغاضب فتحي الحمود ؟؟

وللجواب على السؤال قلت انظر الى النتائج وستجد الجواب !!

الانتخابات بشكل عام وحيثما كانت حتى لو في ناد رياضي أو لانتخاب عريف للصف المدرسي هي في مضمونها اصلاح سياسي في النظام بمعنى انه حين يتعلم الناس حسم التنافس والبرامج عبر صندوق الاقتراع سيتقدم المجتمع وبمقدار ما يكون التنافس برامجيا تكون وتيرة التقدم والاصلاح .

لا أظن أحدا يختلف معي في هذا .. نقطة اول السطر :

أعرض عليكم الان ملاحظة مؤداها : في فترة الدعاية الانتخابية لمرشحي البلديات ومجالس المحافظات كانت شعارات المرشحين مختصرة ولم يقل أي مرشح انه وعلى سبيل المثال والاحترام ( مرشح عشائر بني حسن ) أو ( مرشح عشائر عباد ) او ( مرشح عشائر بني حميدة ) .. الخ .. أما بعد النتائج فقد صدرت البيانات والتهاني العشائرية بأن عشائر كذا حصدت كذا من المقاعد وعشائر كذا حصدت كذا من المقاعد ومن الرؤساء ..الخ . غريب هذا وربما يحصل لأول مرة بهذا الشكل المكشوف .. فلم لا تشكلون أحزابا بأسماء العشائر ؟؟ .

يا سادة شاهدوا الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع لاحتفال مرشح في عمان بالفوز فينطلق الف منسف وزخات الرشاشات على وقع أغنية ( أضرب رصاص خلي رصاصك صايب ) نعم لقد أطلقوا النار على الديمقراطية .

في الدول المتقدمة وفي العديد من دول القارة الافريقية تصدر نتائج الانتخابات ويعلن عن فوز الحزب الحاكم بكذا صوت أو مقعد وفوز المعارضة بكذا أو يقال أن اليسار حصل على كذا واليمين على كذا والوسط على كذا مقعد !! الا في الديمقراطية الاردنية في هذا البلد الذي مضى على تأسيس الاحزاب السياسية فيه مائة عام بالتمام والكمال ..

بعد مائة عام من الديمقراطية الحزبية اختفت الاحزاب وفشلت ادارة الانتخابات او كما قال لي صديقي ( مسكينة الهيئة المستقلة ظنت أنها صاحبة قرار ) وظهرت قوائم العشائر الفائزة !!

بعد مائة عام من توق الشعب الى ديمقراطية حزبية فانه وأيما حزب تظهر عليه علامات العافية وفرص النجاح والانتشار خلقوا له سوسة من الداخل فأحدثوا انشقاقا عاموديا لينفض الناس عنه !! السؤال: من الفاعل ؟؟ ومن المفعول به الاحزاب أم الشعب أم الديمقراطية.

قد يعجبك ايضا