في ذكرى الانقلاب العسكري الامريكي ضد حكومة محمد مصدق في ايران

.

شاكر كسرائي ( إيران ) السبت 19/8/2017 م …




في ذكرى الانقلاب العسكري الامريكي ضد حكومة محمد مصدق في ايران …

الادارة الامريكية مصرة علي قلب نظام الحكم في ايران ، كما فعلت سنة 1953 واسقطت حكومة الدكتور محمد مصدق.

اعلن وزير الخارجية الامريكي “ركس تيلرسون”  بان حكومته تخطط لتغيير النظام في ايران “.  في نفس الوقت افرجت وزارة الخارجية الامريكية عن وثائق سرية تظهر تدخل الولايات المتحدة في ايران والاقدام علي التخطيط لانقلاب عسكري علي حكومة محمد مصدق في 1953.

وزيرة الخارجية الامريكية السابقة مادلين اولبرايت قدمت اعتذارها للشعب الايراني بسبب دور السي اي ايه في الاطاحة بحكومة الدكتور مصدق في 19-اب-1953 ، ولكن نظيرها الحالي يكشف النقاب بان حكومة الرئيس دونالد ترامب تخطط حاليا لتغيير النظام في ايران بالاتصال بالمعارضين لهذه الحكومة ودعمهم .

وكان وزير الخارجية الامريكي ركس تيلرسون قد اخبر لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الامريكي ” باننا نكمل  سياستنا تجاه ايران ولم نقدمها حتى الان الى الرئيس الامريكي ، مضيفا اننا سندعم العناصر المعارضة للحكومة الايرانية الحالية في الداخل من اجل الاطاحة بالحكومة و لنقل السلطة بصورة سلمية” .

وكانت تصريحات وزير الخارجية الامريكي الحالي  قد واجهت رد فعل وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اذ صرح قائلا :” ان علي السياسيين الامريكيين ان يعودوا الى التاريخ وأخذ العبرة منه قبل الحديث عن تغيير النظام في ايران” .

واضاف ظريف:”  ان على الامريكيين بدلا من التفكير في تغيير النظام في ايران الذي يحظي بدعم 75 بالمائة من الشعب الايراني ان يعملوا علي الحفاظ علي النظام الامريكي “.  .

وكان الانقلاب العسكري ضد حكومة مصدق سنة 1953 قد قامت به ونفذته وكالة الاستخبارات المركزية  الامريكية السي اي ايه بالتعاون مع وكالة الاستخبارات البريطانية إم أي -6 وذلك للحفاظ علي مصالحهما النفطية في ايران .

كان لبريطانيا شبكة تجسسية قديمة داخل ايران وكان لديها خبراء يتكلمون الفارسية ولهم ماض يربو عن ثلاثين عاما . كان هولاء لديهم علاقات مع السياسيين وروساء العشائر والتجار وجنرالات الجيش وقد اعدت الام اي 6 قائمة باسماء الضباط الكبار في الجيش الايراني وبينت اتجاهاتهم وارتباطاتهم العائلية وبرامجهم ونقاط الضعف عندهم . ولكن  السي اي ايه  لم تكن قد جمعت مثل هذه المعلومات عن ايران وكانت هذه المعلومات ثمينة بالنسبة اليها ، جعلتها تفكر في جمعها عن الدول الاخرى.

الامريكان كان لهم خبراء يعملون في سفارتها وهم حوالي مائة خبير يتعاونون مع الجيش الايراني،  ولديهم اتصالات مع الضباط الايرانيين الشباب الذين تدربوا في الولايات المتحدة وعادوا توا الى ايران وكان يعمل اغلبهم في القوة البرية .

السي اي ايه وظفت مجموعة كبيرة من القبضايات في طهران (عددهم 500 شخص ويقودهم شعبان جعفري أحد القبضايات الكبار في طهران ) ، وأرسلت ” كرميت روزفلت”  الى طهران لتنفيذ الانقلاب . وقد طمأن الاخير شاه ايران محمد رضا بهلوي بانه سوف يدبر انقلابا عسكريا ضد مصدق ولكن الشاه لم يكن راضيا بان يحل عدد من الجنرالات محل الدكتور مصدق .نفذ الانقلاب العسكري يوم 19 اب 1953 ، بينما كان الشاه في ايطاليا ، وقبل مغادرته وقع قرارا بعزل مصدق والثاني بتعيين فضل الله زاهدي رئيسا للوزراء .

واقام القبضايات مظاهرات في شوارع العاصمة بالتعاون مع العسكريين الذين كانوا يلبسون ملابس مدنية ، وتحركت دبابات الجيش وحاصرت المراكز المهمة في العاصمة واشتبكت مع الدبابات التي كا نت تحمي منزل الدكتور مصدق وهزمتها ، بعدها احتلت الدبابات الاذاعة واعلنت تعيين الجنرال فضل الله زاهدي رئيسا للوزراء  من جانب الشاه محمد رضا بهلوي .وقد القي القبض على الدكتور محمد مصدق وسجن وقدم الى المحاكمة وحكم عليه بالاعدام ثم خفف الحكم الى سجن لثلاث سنوات ومن ثم فرض عليه الاقامة الجبرية في قرية أحمد اباد شمال ايران .

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية بتاريخ 20 اب – اغسطس 1953 بان اكثر من 300 شخص قد قتلوا في الاشتباكاتت التي وقعت في العاصمة طهران  .ولكن الشاه اعتبرانقلاب  19 اب – اغسطس 1953 ثورة بدون اراقة دماء.

واعلن الرئيس الامريكي ايزنهاور للامريكيين” بان الايرانيين انقذوا بلادهم من براثن الشيوعيين  دعما وحبا لملكهم الشاه “.

كان للانقلاب العسكري الامريكي البريطاني ضد حكومة الدكتور مصدق اثارسلبية وعميقة  علي الشعب الايراني وقد اطاحت برئيس وزراء عمل على تاميم النفط وتخليص بلاده من سيطرة الشركات البريطانية والامريكية ، وكان الانقلاب العسكري قد اثار كره الشعب للامريكان و للانقلابيين وللشاه محمد رضا بهلوي الذي فر قبل الانقلاب الى ايطاليا وعاد بعد تنفيذ الانقلاب ملكا علي ايران .

قاد علماء الدين فيما بعد ثورة علي الشاه محمد رضا بهلوي انتصرت في 11 شباط 1979  واطاحت بحكومته واقامت الجمهورية الاسلامية .

استمر التمهيد للانقلاب ضد حكومة مصدق ستة اشهر وتفيد الوثائق المنشورة من قبل وزارة الخارجية البريطانية ووزارة الخارجية الامريكية مدى التنسيق بين الدولتين لتدبير الانقلاب العسكري.

العداء الامريكي لايران استمر بعد انتصار الثورة الاسلامية الايرانية ، وقد حاول الامريكان مرات عديدة القيام بانقلاب ضد الجمهورية الاسلامية والاطاحة بها ، وحرضوا صدام ضد ايران ودعموه بالسلاح والمال للاطاحة لنظام الجمهورية الاسلامية كما دعم صدام عدد من الحكومات الخليجية ، ولكنهم فشلوا فشلا ذريعا وها هو الرئيس الامريكي دونالد ترامب يحاول التنصل من الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة 5+1 باعذار واهية ومنها ان ايران لم تلتزم بروح الاتفاق ، ومواصلة ايران صنع الصواريخ البالستيكية واختبارها .

الولايات المتحدة لاتريد للمنطقة الامن والاستقرار و السلام ، ولا تريد حكومات ديمقراطية وهي تصر علي محاربة اي دولة تقف بعيدا عنها ولا تدفع لها مالا وتعرض مصالحها للخطر تريد حكومات تنفذ أوامرها ، تقدم لها اموال النفط مقابل دعمها والحفاظ عليها مقابل شعوبها المقهورة .

كانت الولايات المتحدة منذ انتصار الثورة الاسلامية قد فرضت عقوبات اقتصادية علي ايران ، ولا زالت تفرض بين فترة واخري حزمة عقوبات من اجل توتير الوضع الداخلي واثارة الشعب ضد حكومته ولا زالت ايادي الولايات المتحدة في المنطقة تسير علي نهج  الامريكان في اتهام ايران بدعم الارهاب بينما العالم اجمع يدرك تماما دور الولايات المتحدة واذنابها من الحكام التابعين لها في المنطقة، في دعم الارهابيين وخاصة عناصر داعش المجرمين الذين يواصلون جرائمهم بحق الابرياء . وكانت اخر جريمة ارتكبها الدواعش اعتقال وحز رأس الايراني محسن حججي، وقبلها هجومهم الاجرامي علي مرقد الامام الخميني ومبنى مجلس الشورى الاسلامي في طهران في  7حزيران 2017 وقتلهم عدد من الابرياء.

قد يعجبك ايضا