تداعيات صمود سورية

عام ٢٠٠٣ زار كولن باول الكاذب زيارته الشهيرة لسورية حاملاً عصاه الغليظة وطلب من الرئيس بشار عدة مطالب أهمها :

** قطع العلاقة مع ايران.




** وقف دعم المقاومة وفي مقدمتها حزب الله.

** استئناف المفاوضات مع العدو الصهيوني.

كانت اميركا منتشية من غزوها للعراق وتدميره ونهب ثرواته وارثه التاريخي الحضاري وحل جيشه ومؤسساته وجعله قاعدة للارهاب ومرتعا لشركات القتل المأجور كبلاك ووتر وسوقا” لشركات الاسلحة واعادة البناء والاعمار   وإخراجه من العمق الاستراتيجي لدول الطوق استكمالاً لمشروع ابتدأ بكامب ديفيد واوسلو ووادي عربة فككت اميركا بموجب هذه الاتفاقيات دول الطوق مصر والاردن ومنظمة التحرير الفلسطينية وأدخلتها حظيرة الاذعان المطلق للعدو الصهيوني.

لم ترضخ سورية ولو فعلت لاصبحت واحة ” سلام وازدهار للهمبرغر والكولا الاميركية لاصحاب رؤوس الأموال وللكمبرادور – الوكلاء والوسطاء التجاريين – ” ولدخلت في نفق تبعيةمطلقة لصندوق النقد وسياسات الرضوخ والاذعان والهزيمة .

في ال ٢٠٠٦ شن العدو الصهيوني عدوانه على لبنان ومقاومتها لتوجيه ضربة قاسمة للمقاومة ولسورية مسبوقة باغتيال الحريري واتهام سورية الداعم الاول للمقاومة وإخراج جيشها من لبنان ليسهل هزيمته استكمالاً لمشروع تفكيك دول الطوق وتصفية المقاومة ليستتب الامر للعدو الصهيوني والهيمنة الاميركية.

لكن المشروع انكسر     وكان هذا التاريخ منعطفا وتحولاً نوعياًفي مجريات مؤامرة تصفية المقاومة ومحورها سورية وايران .

وقد واصلت اميركا مساعيها لتصفية المقاومة وانهاء دور ووجود اي دولة تملك قرارا واقتصاداً مستقلاً واستثمرت مناخ الربيع العربي الزائف لشن عدوانها على سورية لكن المشروع واصل انكساره ونهضت المقاومة كقوة عملاقة وصمدت سورية بفضل انتماء شعبها وبسالة قيادتها وبناء قواتها المسلحة الأيدولوجي و تحالفاتها الاستراتيجية مع ايران وروسيا وبفضل دور المقاومة.

نشهد الان بواكير النصر وانكسار العدوان ونهوض سورية القادم سيكرس استقلالها الوطني وقرارها السياسي السيادي الحر وخروجها النهائي من حظيرة التبعية الى فضاء الحرية والاستقلال .

لقد كان لصمود سورية تداعيات إقليمية كرست بموجبها ايران قوة إقليمية عظمى ودولية محورية ودولية وروسيا قوة دولية عظمى وأنهت الهيمنة الاميركية كقطب أوحد الى غير عودة وفرضت فضاءً جيوسياسي من عالم متعدد الأقطاب تلعب به قوى التحرر الوطني دورا حاسماً يتصدى لكل محاولات الهيمنة وفرض الامر الاميركي الواقع بالقوة اللغة التي عفا عليها الزمن وأصبحت خلف ظهورنا .

اما عن مسالة سورية ما بعد هزيمة العدوان فبالمطلق لن تكون سورية ما قبلها ومن البديهي ان تكون سورية لمن حماها ودافع عنها وبذل الدم والتضحيات من الجنود والضباط والكادحين والفقراء وللأصدقاء والحلفاء الذين ضحوا وصمدوا ومكنوا الشعب والجيش والقيادة من امتلاك عناصر الصمود والقوة…

قد يعجبك ايضا