ثروات ليست في متناول اليد

 




د. فهد الفانك ( الأردن ) الأربعاء 26/7/2017 م …

ثروات ليست في متناول اليد …

البحث عن البوتاس في البحر الميت يلفت النظر أن تطرح الحكومة الأردنية عطاءً جديداً لاستكشاف وتقييم البوتاس في البحر الميت. وإذا صح ذلك فليس من المستبعد أن يتم طرح عطاء عالمي جديد لاستكشاف الاكسجين في هواء المملكة!.

يعرف القاصي والداني أن البوتاس موجود في مياه البحر الميت بكميات تجارية ، وإلا فماذا تعمل شركة البوتاس العربية وكيف تحقق ارباحها.

ومن المؤكد أن حوالي 20% من الهواء الذي نتنفسه في الأردن هو اكسجين ، وأن هناك وسائل لاستخلاصه من الهواء ولكن بكلفة عالية.

ليس هذا فقط بل إن تقريراً موثقاً أكد أن الثروات الموجودة في البحر الميت تفوق في قيمتها التجارية بترول السعودية!!.

المشكلة إذن ليست في البحث عن البوتاس واستكشافه في البحر الميت فهو موجود ، المشكلة تكمن في استنباط طريقة يتم بها استخراج البوتاس على نطاق واسع وأسس تجارية.

الأردن هو البلد الوحيد إلى جانب إسرائيل الذي يوجد فيه البوتاس في الماء ، واستخراج البوتاس في العالم يتم بطرق أخرى لأن مناجمه موجودة في الأرض ، واستخلاص البوتاس منها يحتاج لطرق مختلفة تماماً عن طرق استخراجه من مياه البحر الميت.

معنى ذلك عدم توفر خبرة عملية في استخراج البوتاس من مياه البحر الميت سوى لدى الأردن وإسرائيل ، ومع ذلك الأردن فإن الذي يملك الخامة وطرق استخلاصها يستعين بمن لا يعرف شيئاً عن الموضوع.

المادة موجودة ، والصعوبة تكمن في استخلاصها ، تماماً كما أن الاكسجين يملأ الأجواء ، ومع ذلك تشتري المستشفيات اسطوانات الاكسجين بأثمان باهظة.

الاردن بلد يشكو من الجفاف ومع ذلك فعلماءنا يقولون أن كميات مياة الامطار التي تهطل على الأردن سنوياً تعادل مائة ضعف حاجة الأردن للمياه. مرة أخرى تكمن الصعوبة في استقبال الأمطار وحصرها وتخزينها.

كنا دائماً نعرف أن الاردن غني بالصخر الزيتي ومع ذلك لم تقم صناعة جادة لاستخلاص البترول من الصخر الزيتي لأن ذلك كان يكلف أكثر من سعر البترول المستورد من السوق العالمية.

تُرى ، ماذا تقول شركة البوتاس العربية في استدعاء شركات وخبراء لتقييم حجم مخزون البوتاس في منطقة البحر الميت.

قد يعجبك ايضا