ماذا ستفرز مؤتمرات الرياض الثلاثة ؟

 

 

الثلاثاء 30/5/2017 م …

ماذا ستفرز مؤتمرات الرياض الثلاثة ؟ …

محمد شريف الجيوسي …

هل يمكن أن تفرز مؤتمرات الرياض ( العربية والإسلامية ) الأمريكية نتائج إستراتيجية مختلفة عما كان عليه الحال قبلها ؟

هل صفقات السلاح الأمريكي للسعودية لقاء تلك الأموال الطائلة ، ستنفّذ ، وهل سيتاح للرياض ( في حال تنفيذها والتدرب عليها ) استخدامها وقت وكيف وبمواجهة من تشاء ؟

ما هي النتائج المعنوية والعقيدية والمعيشية التي ستتركها الزيارة على الشعب في الخليج ، وما رافقها من فخامة وأكلاف وهدايا وتبجيل ومعلقات مديح.

هل سيقبل الكونغرس بشقيه الديمقراطي والجمهوري والشعب الأمريكي بنتائج الزيارة ، سواء ما تعلق بالاتفاقيات التي وقعت وبخاصة منها صفقات السلاح ؟

هل واشنطن مستعدة لإنزياح في العلاقات الإقليمية بمواجهة أطراف تابعة أو حليفة أو ليست كذلك كـ قطر وتركيا والأردن وإسرائيل ولبنان .. وقد بدأت تظهر معالم سلبية للزيارة ، لدى بعض الأطراف آنفة الذكر ، ما سيرتب التزامات على واشنطن هل هي مستعدة لها ؟

وهل تُقبل الولايات المتحدة الأمريكية على خوض حماقة مباشرة مع إيران ، أو تتيح لسواها خوض تلك الحماقة، وهي تعلم يقينا مغبة ذلك على الخليج وإسرائيل وعلى مكانتها الدولية بنتيجة الحرب التي ستسفر عنها .. فالحرب على إيران ليست زيارة لمزرعة .

وهل لاحظت الولايات المتحدة الاختلافات الراهنة والتاريخية بين أطراف المنطقة، والغامها المعرضة للإنفجار في اية لحظة ؟

هل يمكن حل التناقضات التي أفرزتها ( القمم الثلاث ) على الصعيد العقيدي الوهابي وما تقوم عليه من تشدد ومحرمات وتكفير،وما اسفر وسيسفر ( التفريط ) بها من نخر في اسس (العقيدة) الوهابية .. ذلك داخلياً ، وعلى صعيد الجماعات الوهابية في العالم ، وماستسفر عنه من انشقاقات وتوليد جماعات إرهابية جديدة ؟

هل ستقرب القمم الثلاث من علاقات العرب والمسلمين بالولايات المتحدة أم ستوسع الشقة معها باعتبار أنها استلبت جزءاً من أموال الشعب،وتسببت في مزيد من الاختلافات ، وباعتبار أن الرئيس الأمريكي ترامب غير المحبوب أمريكيا قوبل بكل هذا الاهتمام والتبجيل فيما وجّه إهانات واحتقار للعرب ووعد إسرائيل بما تريد، ولأن القمم اعتبرت حزب الله ارهابيا فيما هو الذي حرر معظم جنوب لبنان وشكل ويشكل راس حربة الصراع ضد إسرائيل.

تبشر المعطيات والوقائع ، أنه ستكون للقمم الثلاث أسوأ النتائج على أطرافها عربية وإسلامية فضلاً عن أمريكا وإسرائيل ، حيث انغمست في تعميق الخلافات الراهنة واستدعاء القديم منها ، وظهرت خلافات جديدة وتعرت أنظمة ، وجرى التصرف بأموال الأمة فيما لا ينبغي وكُرّم من لا يستحق ، بينما تزخر الأمة بالفقر ، وبدت أمريكا أكثر عداء لأمال الأمة وأنْ لا أمل في تغيير ذلك .. وتكرس الإرهاب بتكريم رعاته والتضييق على أعدائه .

ولأن الأمر كذلك تعمق الإنقسام في المنطقة ، فتكرس محور المقاومة ومن معه من حلفاء كروسيا والصين وكوريا الديمقراطية الخ ، وأخذ المتضررون من ذاك الحلف من داخله (كقطر ) يعودون للعبة الولد المشاكس القادر على الإزعاج وإعادة خلط الأوراق واسقاط الصديق اللدود على مبدأ عليّ وعلى أعدائي .. ولا بد أن كل المعطيات والوقائع تؤكد مجددا ان المستقبل والنصر لمحور المقاومة ، وأن السقوط لمحور الإرهاب والرجعيتين العربية والعثمانية ولامريكا وإسرائيل .  

[email protected]

قد يعجبك ايضا