بين ديمقراطيتين .. مؤتمر المعلم الصحفي .. ومؤتمرات كونداليزا رايس

 

 

محمد شريف الجيوسي ( الأردن ) الإثنين 8/5/2017 م …

بين ديمقراطيتين .. مؤتمر المعلم الصحفي .. ومؤتمرات كونداليزا رايس …

تابعت اليوم بمنتهى الإهتمام المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الخارجية السورية وليد المعلم بحضور عدد كبير من رجال الإعلام المحلي والإقليمي والدولي للحديث حول مذكرة مناطق تخفيف التوتر المتفق عليها بين كل من الضامنين روسيا وإيران وتركيا بموافقة الدولة الوطنية السورية ، حيث أجاب المعلم ( بطريقة تفلج مناهضيه ) كما عرف عنه بمنتهى صفاء الذهن والهدوء والدقة والصدقية على عشرات الأسئلة التي طرحها ممثلو مختلف وسائل الإعلام دون أن يستثني إعلاميا يرغب في توجيه أسئلته أو يتجاهل سؤالاً أو يلتف على جوهر سؤال ما .

لقد لفت انتباهي مؤتمر المعلم ومؤتمرات صحفية حضرتها لـ ( طيبة الذكر) كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق؛التي بشرتنا بـ ( الفوضى الخلاقة ) كما بشرنا رئيسها بوش الصغير ومثله شمعون بيريس أحدهما بـ (الشرق أوسط الجديد) والآخر بـ (الشرق أوسط الكبير ) فكان (الربيع العربي ) دمارا وخرابا وإرهاباً وفتنا وإسلاما سياسياً أمريكيا منحرفاً .  

وكنت قد حضرت 3 مؤتمرات صحفية على الأقل لكوندايزا رايس ، اثنين في عمان وواحد في العقبة ..

وكان يرافق كونداليزا في كل المؤتمرات الصحفية التي حضرتها ، عدد من الصحفيين الأمريكان ، وفي كل مؤتمر وبعد إنتظار ليس بالقصير كانت تطل علينا رايس بطلتها البهية ! .. لتقول أنها ستتيح توجيه 4 أسئلة فقط ، سؤالين لفريق الصحفيين الأمريكان المرافقين لمعاليها ( الذين يفترض أنهم معها في ذات الطائرة ، انسجاماً بالديمقراطية الأمريكية التي طالما تصدقوا علينا بأفكارها النيرة ، فيقلع الصحفي أو الإعلامي الأمريكي مع المسؤلين الكبار في البيت الأبيض الأمريكي )

أما السؤالان الآخران فكانا يخصصان لمجمل ممثلي وسائل الإعلام المشاركة في المؤتمر من عربية وإقليمية ودولية!؟ .. وكان من الواضح إمعانا بالديمقراطية الأمريكية ، أن السؤالين المتاحين الآخرين ، موجهين لشخصين محددين كما نصهما غالباً .. ويختتم المؤتمر الصحفي الذي يعبر عن مدى ديمقراطية واحترام أمريكا لحرية الصحافة والإعلام والرأي بهذه الطريقة الساخرة المحزنة .

وكانت قصتنا مع مؤتمر العقبة أكثر سخرية ، فبعد انتظارطويل تحت مظلة لم تحمنا من حرارة الشمس وأشعتها ، أطلت كونداليزا وهي تحمل معها كل طقوس الصلف الأمريكي ، لتكرر ذات صيغة مؤتمراتها الصحفية في عمان العاصمة ، لقد صدمت أنا شخصيا ، فإن كان لن يتاح لنا السؤال فلم نقلنا 350 كم ، ..

بل إن المؤتمرات الصحفية التي كان يعقدها وزراء خارجية أو إعلام أردنيون كانت أكثر رحمة من مؤتمرات صحفية أمريكية .. حيث يتاح على الأقل لعدد أكبر من التوجه بأسئلة ، ولم تكن لتخصخص الأسئلة نصفها للأمريكان والنصف الآخر ( للغير ) وحصرها بـ 4 أسئلة على ذات نمط التقسيمات الطائفية والإثنية التي يحاول الأمريكان والغرب زرعها وتكريسها في شرقنا وغربنا العربي.

أذكر طالما اُنتْقِدَتْ سورية بأنها لا تتيح لوسائل الإعلام الحضور والمشاركة في المؤتمرات الصحفية ، والواقع كماعبر عنه مؤتمر المعلم اليوم الإثنين الموافق 8 أيار 2017 يؤكد عدم صدقية هذه الاتهامات ،بل كذبها ، بل إن منع وسائل إعلام لا تنشر إلا ما هو كذب وتضليل وافتراء ضرورة قومية ووطنية وإنسانية ، فيما يتاح لوسائل الإعلام الناقلة للواقع كما هو حتى ما لا يتوافق منها كلياً أو جزئياً مع الرؤية الرسمية أو شبه الرسمية للدولة ، وحتى لو توجه ممثلوها بأسئلة تعتبر مهنياً محرجة أو مشككة ، ليست مشكلة طالما هي تتحرى الحقيقة والموضوعية والدقة .

[email protected]

قد يعجبك ايضا