حوار حول مفاهيم الصداقة على شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي

 

الخميس 8/12/2016 م …

محمد شريف الجيوسي …

يعتبر بعض الأصدقاء من قدامى او جدد ، أنك جاهز للتحدث معهم في كل وقت من أوقات الليل والنهار ، في موضوع محدد أو غير محدد ، مجدٍ أو تقطيع وقت ، وأن الصداقة تعني التفرغ لمناجياتهم ( الهامة ) أو سوى ذلك ، تدخل في باب اهتماماتك أو لا تدخل .

وقد تكون في تلك اللحظات منشغل بالكتابة أو التواصل مع أصدقاء أخرين في موضوع لا يحتمل الانقطاع ، فيلح عليك ، كأنما إن كنت متواجداً على موقع التواصل الإجتماعي فأنت متفرغ له بالقطع ، وليس لديك من همٍ آخر ، اجتماعي أو إنساني أو عمل أو واجب ، فإن إعتذرت لهم ، أو فاتك الاعتذار قاطعوك ، غير مدركين أنك من اعصاب وطاقة معينة مهما عظمت فلن تستطيع التوازع على غير ما هو مألوف ومعقول .  

والبعض على النقيض يعتبر الصداقة مجرد زيادة في أرقام الأصدقاء، والصحيح أنه إذا لم يتح التلاقح الفكري والسياسي والاجتماعي والإنساني من على صفحات الأصدقاء فلم تكن الصداقة؟ ، فلا يتيحون لأصدقائهم النشر على صفحاتهم ، خشية أن ينشر عليها ما لا يروق لهم وبخاصة مسلكياً ، وفي ذلك معقولية ، ولكن يفترض أن لا يختار الصديق أو الصديقة أصدقاء غير أسوياء ، وفي حال التورط باختيار أصدقاء غير أسوياء ، حذف وحظر ما لا يتساوق مع ما يرون أنه الصحيح ، لا بمنع الأصدقاء من النشر بالمطلق وكيفيا بغض النظر عن المضمون .

ويحدث أن يتسرب البعض بزعم الصداقة إلى أسماء معروفة بهدف التخريب وسرقة المعلومات وإنزال أفكار غير مناسبة أو سواها ، أو التبليغ الجماعي بغرض ضرب تلك الصفحات وتشويه ما تعبر عنها تلك الصفحات من أفكار ومواقف وطنية او قومية او يسارية او مقاومة أو مناهضة للحروب والاحتلالات والإرهاب والتكفير والرجعية ثم الإنسحاب بشكل جماعي .. ما يرتب مسؤولية أخلاقية جماعية على بقية الأصدقاء للصفحات المستهدفة بالتعبير عن الإعجاب والتعقيب والنكز والمشاركة واجتراح أساليب لدعمها .

ومهما يكن من أمر ففي كل شيء وأمر ومنتج وصناعة ومخلوق وفكر ، ما هو إيجابي وما هو سلبي ، وليس هناك من مطلق إلا في خالق الخلق والوجود والأكوان ، ووجود سلبية ما في أمر ليس مدعاة لأخذ موقف مسبق مطلق منه ، والموقف الصحيح ليس بأخذ كل شيء كلياً على عواهنه ، كما هو ، ولا برفضه بالمطلق لوجود سلبية ما في شأن ما .  

قد يعجبك ايضا